مشكلتي مع وجهي الحلو..!
صحيح أن المرآة والصور يقولان إن وجهي أسمر وإن لحيتي الخفيفة يغزوها شيب كثير!…
إلا أن الكثيرين ممن تعاملت معهم يزعمون أن وجهي حلو!
وأن هذه الحلاوة عادت عليهم بالفائدة والمنفعة!
بل والأغرب من ذلك أن هذه الحلاوة المزعومة تعود عليّ بالتعب والخسارة أحياناً!
دعوني أعرض لكم بعض هذه المواقف حتى يصبح الأمر مفهوماً…
قبل سنتين بحثت طويلاً عن موظفة محجبة تعمل عندي، كون الكثير من أصنافي تخص النساء… وتعلمون أن المحجبات يترددن في العمل لدى المحلات التجارية… وبعد جهد عثرت على موظفة محترمة نشيطة كما بدت في الأيام الثلاثة الأولى للعمل… لكنها في اليوم الرابع جاءتني باسمة وقالت في خجل: أخي أبو حسان يبدو أن وجهك حلو عليّ! فقلت شكراً على المجاملة… وانتظرت السطر الثاني! فقالت لقد جاءني عريس!… وهو يشترط عليّ أن أترك العمل!…
شعرت بالصدمة… لكنني لم أجد بدّاً من التهنئة والاستغناء المبكر عن خدماتها..!
وهكذا عدت أبحث من جديد عن موظفة بديلة…
كثيراً ما أتردد على تجار أصبحوا مع الأيام أصدقاء لي بحكم الزمالة!
وربما دخلت عند أحدهم وهو جالس يقرأ الجرائد أو يغالب النعاس من قلة الزبائن…!
لكن وبإذن الله …يبدأ الزبائن بالتقاطر عليه…. وينشغل بهم عنّي …!
مع أنني أكون في الغالب مستعجلاً أريد أن أستكمل شراء بضاعة لمحلي، غير أن صاحبي التاجر يستمهلني معتذراً.. أن وجهي حلو عليه….!!
ولما سألت أحدهم: وما ذنبي حتى تؤخرني؟! أجابني ضاحكاً: لا بدّ أن تدفع ضريبة الحلاوة بالتأخير!
فيا لوجهي الحلو …!
قبل شهر فقط عمل معي شابّ حديث التخرج من الجامعة… انتظر بضعة أشهر فلم يحصل على الوظيفة التي تناسب تخصصه… فاتفقنا على أن يعمل معي بدوام مسائيّ لا يعيق عمله …في حال وجد عمل صباحياً…
وفي اليوم الأول من دوامه جاءه اتصال يعرض وظيفة عليه…! وخلال خمسة أيام جاءته ثلاث فرص للعمل… قرر أن يلتحق بإحداها… ولم أظنّ أن ذلك سيؤثر على عمله عندي… لكنه فاجأني بقوله: عمي أبو حسان لقد كان وجهك حلواً عليّ..!
فقد حصلت على أكثر من فرصة عمل خلال هذا الأسبوع… وحاولت أن أرتب ظروفي كيّ لا أخسر العمل معك ، لكنني لم أفلح.. وأرجو أن تقبل عذري…!
وتعرفون بالطبع بقية الحكاية…!
……….
يعلم الله أنني أكون سعيداً عندما يتفاءل الناس بي، فأنا أعلم أن النفع والضّرّ بيد الله وحده، وليس بيدي أو بوجهي…! لكن التفاؤل شيء جميل… وهو على كل حال خير ألف مرة من أن تكون سبباً للتشاؤم..
فاللهم كما حسّنت خَلقي فحسّن خُلُقي وحرّم وجهي على النار